بحث عن حديث في موقع الدرر السنية
TvQuran

الجمعة، 25 فيفري 2011

نظرة واقعية في أحداث ليبيا

نظرة واقعية في أحداث ليبيا
علوي بن عبد القادر السقاف
20 ربيع الأول 1432هـ

الحمد لله، كاسر الأكاسرة، وقاصم القياصرة، وقاهر الهراقلة، ومهلك الفراعنة، وهازم الأباطرة، أحمده حمد الشاكرين على ما منَّ به على أهل مصر وتونس، ونسأله المزيد من الصلاح والإصلاح لهم ولأهل ليبيا، وهو القائل سبحانه: {لئِنْ شَكَرْتُمْ لأزِيدَنَّكُم**.

أما بعد:

فلا يخفى على أحدٍ حالُ حاكم ليبيا ومحاربته للإسلام، عيانًا بيانًا، جهارًا نهارًا، حتى بات يعرف ذلك الصغير والكبير، والعالم والجاهل، حتى وصفه بعض الزعماء العرب بأنه صنيعة الاستعمار، وقد صدق من وصَفَه بذلك، فها هو يُصرِّح في خطابه الأخير باعتزائه إلى الغرب والقانون الدولي لحرب شعبه وتدميره بيتًا بيتًا، وها هو الغرب يسكت عن جرائم صنيعتهم، ويتفرج على ذبحه للعُزَّلِ من الناس، وهم الذين صمُّوا آذاننا بالديمقراطية وحقوق الإنسان، وقد خرسوا وعَمُوا لما تعارضت مبادؤهم تلك مع مصالحهم الاقتصادية في ليبيا، فبئست هذه الازدواجية.

ولما كان حال هذا الرجل غير خافٍ على أحد، وأنه ممن أظهر الكفر البواح الذي عندنا فيه من الله برهان؛ مما جعل هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية وفيهم المشايخ العلماء - الشيخ عبدالله بن حميد والشيخ عبدالعزيز بن باز والشيخ صالح اللحيدان وغيرهم- يصدرون بياناً بتكفيره في عام 1402هـ ، جاء فيه:
((... وفي طليعة هذه الطوائف المنحرفة والموجهة طاغية ليبيا معمر القذافي، ذلك الرجل الذي نذر نفسه لخدمة الشر، وإشاعة الفوضى، وإثارة الشغب، والتشكيك في الإسلام .

لقد استعرض المجلس أطوار هذا الرجل، وسرعة استجابته لعناصر الشر والكيد والحسد، حيث صار يهذي في أجهزة إعلامه بما يستحي مِن ذكره مَن له ذوق سليم أو عقل مستقيم, يتضح ذلك في أقواله وأفعاله وتقلباته في جميع ميادين عمله، داخل بلاده وخارجها، وفي مقدمة ذلك تعرُّضه للعقيدة الإسلامية. فلقد أقبر هذا الرجل السنة النبوية، وسخر من الحج إلى بيت الله الحرام، ومن المسلمين الذين يقفون في عرفات، وصدرت بتفنيده فتاوى شرعية من هيئات ومجالس إسلامية عليا، ومع ذلك لا يزال هذا المسكين يتخبط في متاهات من الزيف والضلال تعطي القناعة التامة أنه ضال ملحد .

إن مجلس هيئة كبار العلماء وهو يستنكر تمادي هذا الدَّعي على الإسلام والمسلمين ليقرر ويؤكد أنه بإنكاره لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستفتائه بالحج (كذا)، واستهانته ببعض التعاليم الإسلامية، واتجهاته الآثمة الباطلة يعتبر بذلك كافراً وضالا مضلاً)) (انظر كتاب: "الرد الشافي على مفتريات القذافي" (ص 101) ، من مطبوعات رابطة العالم الإسلامي).

والكل يعلم من حال الرجل أنه لا يزال في ضلاله القديم، وفي استكباره، واستخفافه بالشريعة.

لما كان حاله كذلك، لم نرَ أحداً يشكك في حكم الخروج عليه من الناحية الشرعية، فضلاً عن حكم التظاهر السلمي عليه. لكن الحديث ينصب في مثل هذه الحالة على تحقق القدرة على ذلك.

وفي مثل هذه النوازل والأزمات تثور عادةً أسئلةٌ كثيرة في أذهان الناس، منها:

هل ما فعله الليبيون وهم يعلمون جبروت حاكمهم صوابٌ أم خطأ؟ وهل يستمرون في ثورتهم مع إصراره هو وابنه على سفك الدماء أم يتخلَّوْن ويعودون أدراجهم؟ وغير ذلك من الأسئلة.

فأقول وبالله التوفيق:

أولاً: ما قام به الليبيون ابتداءً - ومن قبلهم أهل تونس ومصر- وإن عدَّه البعض خروجاً على الحاكم إلا أنه ليس من باب الخروج الذي يمنع منه الفقهاء والسلف (والذي من صفته أن يكون فيه التقاء مجموعتين بأسلحتهما ويترتب عليه من الاضطراب والفتنة والهرج والمرج ما يقتضي عدم جوازه ابتداءً واستدامة)، ولكن الحالة المعاصرة التي نتحدث عنها لم تكن معروفة من قبل، وجدَّ فيها ما يُغيِّر مناطها عن مناط ما اتفقت كلمة الأئمة على المنع منه، ألا وهي الاحتجاجات السلمية التي قد تؤدي إلى مواجهة مسلحة من طرف واحد وتُفضي إلى ذهاب أرواح كثيرة، وقد تفضي --في المقابل - إلى مفاسد قليلة في مقابل مكاسب كبيرة كما حصل في تونس ومصر، ومسألة إراقة الدماء في أمثال هذه المظاهرات ربما يُقال: إنها مصاحبة أحياناً، ولكنها ليست بلازمةٍ لها على كل حال؛ إذ إنها قد تنفكُّ عنها، وتنجح هذه الثورات دون دماء، ومقاتلة من أيٍ من الجهتين. ولذلك لما رأى السلف أن القيام على حكام الجور والفسق يؤدي إلى مفسدة كبيرة أجمعوا على منع ذلك، كما قال الحافظ ابن حجر في (تهذيب التهذيب) (1/399): (لكن استقرّ الأمر على ترك ذلك -أي الخروج- لما رأوه قد أفضى إلى أشدّ منه؛ ففي وقعة الحرّة ووقعة ابن الأشعث وغيرهما عِظةٌ لمن تدبَّر)، أما في وقعة تونس ومصر القريبتين فالأمر على خلاف ذلك، ولم تُفضِيا إلى ما هو أشد من ذلك.

ثانياً: أن الحالة في ليبيا تختلف عن الحالة في مصر حيث إن حاكم ليبيا معروف بكبريائه، وجنون عظمته، وحبه لسفك الدماء، وهذا ما رأينا نتيجته منذ الأيام الأولى من اندلاع التظاهرات حتى الآن. كما أنه معروف بسيطرته على الجيش، وكافة الأجهزة الأمنية، إلا أنه قد خذله الشرفاءُ منهم.

ثالثاً: الحديث عن ثورة أهل ليبيا على حاكمهم وصوابه من خطئه، قد فات أوانه، بعد أن فرضتْ الأحداث نفسها على أرض الواقع، فليس من المصلحة الخوض فيه الآن، فهو أمرٌ قد مضى وانقضى. على أنه لا ينبغي أن يغيب عن الأذهان اعتبار أن توقيت الثورة الليبية جاء متزامنًا مع نجاح الثورتين في الجارتين عن اليمين والشمال (تونس ومصر). الأمر الذي سهَّل على الساعين لإسقاط القذافي مهمتهم، ومهَّد لتوحيد الصف، ومنْع -أو تحجيم- الاختلاف في تقدير المصالح والمفاسد.

رابعاً: أنه بعد أن قامت المواجهة بين الشعب وهذا المجرم لا يشك عاقل أن تراجع الليبيين عن ثورتهم فيه من المفاسد الشيء الكثير.

ومما ينبغي التنبيه عليه حول هذا الأمر:

1- أنَّ إيقاف المواجهة الآن لن يكون في صالح الشعب حتماً؛ لأن هذا السَّفَّاح سوف ينتقم من شعبه، ويسفك من دماء أبنائه خلال الأشهر القادمة أكثر مما يُتوقع سفكُهُ خلال أيام ثورة الشعب عليه، وتاريخه الأسود يشهد بذلك، فقد قتل أكثر من 1200 سجينٍ ليبيٍّ في حادثة واحدة عام 1996م.

2- أنَّ هزيمة الشعب الليبي أمام حاكمه وتراجعه عن ثورته تشجع أمثاله ومن على شاكلته لسلوك المسلك نفسه في التصدي لأي مواجهة سلمية قادمة ضد الظلم والطغيان.

3- وفي المقابل، فإنَّ هزيمة الشعب الليبي أمام حاكمه سوف تثبط من عزيمة وهمة أي شعب آخر يمكن أن يزيح من أمامه الظلم والطغيان. وقد يجعلها آخر ثورات الشعوب ضد من يحكمها بغير شرع الله من أمثال القذافي.

4- أثبتت تجربتا تونس ومصر لليبيا أن الحاكم مهما كان طغيانه لا يستطيع أن يقف أمام شعب كامل ثائر مقهور مظلوم.

5- القبلية الليبية عامل مرجح لجعل الكفة في صالح الشعب. وشعب عمر المختار معروف بقوته وصبره وجلَده.

6- أن النصر إنما هو صبر ساعة، وفي كل يوم تكتسب الثورة قوة وتزداد الانشقاقات في صفِّ النظام الليبي، ويستقيل من نظامه الواحد تلو الآخر، ويتبرأ منه كل شريف منضمًا إلى الشعب في ثورته .

7- بدأ العالم الغربي محاولةً منه لحفظ ماء وجهه يندد ويدين على استحياء، وفي كل يوم تتعالى صيحات المستنكرين على جرائم هذا الطاغية مما يزيد من الضغوط عليه.

لهذه الأسباب وغيرها صار من الواجب على كل ليبيٍّ أن ينحاز إلى شعبه في هذه الثورة ضدَّ هذا السفاح، وأن يعمل ما في مقدوره للتخلص منه. ويجب على قوات الجيش وأجهزة الأمن أن تعلن رفضها له، وتضييقها عليه، وتأييدها للشعب حفاظًا على أمنه وأرواحه وممتلكاته.

ومن واجب الحكومات العربية والإسلامية التدخل السريع في وقف شلالات الدم ومجازر الحاكم الليبي، وألا تدع الفرصة لتدخلات أجنبية تفرض أجندتها وسيطرتها على بلد إسلامي بدعوى الحفاظ على الأمن أو بما يحقق مصلحتها.

أمَّا إخواننا في ليبيا الشقيقة شعباً العدوة نظاماً، فإننا ننصحهم بالصبر والثبات، وأنه مما يزيد الأمل في نصرتهم سماعنا لكثرة تردادهم لذكر الله من التهليل والتكبير، وصدق اللجأ إلى الله تعالى، وهذا ما لم نكن نسمعه في ثورتي تونس ومصر إلا قليلاً.

وأمَّا إخوانهم المسلمون في كافة المعمورة فعليهم الدعاء بالنصر والتأييد لأحيائهم، والمغفرة والرحمة لموتاهم، وأن يقنتوا لهم في صلواتهم؛ فإنها نازلة وأي نازلة.

وبعد انكشاف الغمة يُنصح الجميع، ويُذكَّرون بوجوب التحاكم إلى كتاب الله وإلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، بعد أن ظلت كثيرٌ من دول المسلمين تتخبط لعشرات السنين وراء الأوهام المستوردة، فلم تُسعدها الدكتاتوريات، ولا الديمقراطيات، لا الشرق ولا الغرب، فلا يجوز ولا يسوغ بعد هذه التضحيات أن يوسَّد أمر المسلمين ثانية إلى غير أهله، أو إلى من يغصب الأمة دينها، وخيراتها من غير الأمناء. و ((لا يُلدغ المؤمن من جحرٍ واحدٍ مرتين)) رواه البخاري ومسلم.

نسأل الله أن يكشف عن المسلمين الغمة، وأن يجعل في هذه الأحداث عبرة وعظة للأمة، وأن يُهلك مَن بهلاكه صلاح المسلمين.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الخميس، 24 فيفري 2011

يــا سـاكنــة القـلب


يــا سـاكنــة القـلب
 
بين عينيك قطوف دانية 
وغصون ترسم الظل.. 
على أطراف ثوب الرابية 
أنت.. 
ما أنت سوى الغيث الذي يغسل وجه الدالية 
أنت.. 
ما أنت سوى اللحن الذي يرسم ثغر القافية 
أنت لفظ واحد في لغة الشوق محدد 
أنت لفظ بارز .. 
من كل أصناف الزيادات مجرد 
أنت للشعر نغم 
أنت فجر .. 
يفرش النور على درب القلم 
أنت .. ما أنت؟؟ 
شذا .. نفح خزامي يملأ النفس رضا 
يمحو الألم 
أنت ـ يا ساكنة القلب ـ لماذا تهجرين؟؟ 
ولماذا تسرقين الأمل المشرق من قلبي 
وعني تهربين؟ 
ولماذا تسكتين؟ 
ولماذا تغمدين السيف في القلب الذي تمتلكين؟؟ 
ولماذا تطلقين السهم نحوي.. 
سهمك القاتل لا يقتلني وحدي.. 
فهل تنتحرين؟؟ 
مؤلم هذا السؤال المر .. 
نار في قلوب العاشقين 
فلماذا تهجرين؟؟ 
أنت.. 
من أنت؟؟ 
يد تفتح باب العافية 
راحة تسمح عيني الباكية 
وأنا.. 
طفل على باب الأماني ينتظر 
شاعر يشرب كأس الحزن 
يدعو يصطبر 
أنا نهر الأمل الجاري الذي لا ينحسر 
لم أحرك مقلة اليأس 
ولم انظر بطرف منكسر 
أنا ـ يا ساكنة القلب ـ الذي لا تجهلين 
شاعر يمسح بالحب .. 
دموع البائسين 
شاعر يفتح في الصحراء دربا.. 
للحيارى التائهين 
أنا ـ يا ساكنة القلب ـ الذي يفهم ما تعني الإشارة 
أنا من لا يجعل الحب تجارة 
أنا من لا يعبد المال . ولا يرضى بأن يخلع للمال إزاره 
أنا من لا يبتني في موقع الذلة داره 
أنا من لا يلبس الثوب لكي يخفي انكساره 
أنا.. 
من لا ينكر الود 
ولا يحرق أوراق العهود 
ما لأشواقي حدود 
لهفتي تبدأ من أعماق قلبي 
وإلى قلبي تعود 
راكض.. 
والأمل الباسم يطوي صفحة الكون 
ويجتاز السدود 
راكض. . اتبع ظلي .. 
وأدوس الظل أحيانا.. 
وأحياناً أرى ظلي ورائي تابعاً يمنح إصراري الوقود 
لم أصل بعد.. 
ولم ألمس يد الشمس 
ولم اسمع تسابيح الرعود 
راكض.. 
مازلت أستشرف ما بعد الوجود 
لم أزل أبحث عن حور.. 
وعن مجلس أنس بين جنات الخلود 
لم أزل أهرب من عصري الذي يحرق كفيه.. 
ويرضى بالقيود 
أنا ـ يا ساكنة القلب ـ فتى يهفو إلى رب ودود 
لا تقولي: أنت من؟ 
ولماذا تكتب الشعر 
وعمن.. 
ولمن؟؟ 
أنا كالطائر يحتاج إلى عش على كفّ فنن 
حلمي يمتد من مكة .. 
يجتاز حدود الأرض 
يجتاز الزمن 
حلمي يكسر جغرافية الأرض التي ترسم حداً للوطن 
حلمي.. 
أكبر من آفاق هذا العصر 
من صوت الطواغيت الذي يشعل نيران الفتن 
حلم المسلم ـ يا ساكنة القلب ـ 
كتاب الله, والسنة, والحق الذي.. 
يهدم جدران الإحن 
أتقولين: لماذا تكتب الشعر وعمن ولمن؟؟ 
أكتب الشعر لعصر هجر الخير وللشر احتضن 
أكتب الشعر لعصر كره العدل وبالظلم افتتن 
أكتب الشعر لأن الشعر من قلبي 
وقلبي فيه حب وشجن ..
 

الأربعاء، 16 فيفري 2011

كم أحن إلى تلك الطفلة الصغيرة البريئة

بسم الله الرحمـــن الرحيــم



كم أحن إلى تلك الطفلة الصغيرة البريئة





كم تحب أن تغمض أجفانها و تتذكر تلك الأيام الجميلة
فتاة أحبت ربها منذ أن كانت صغيرة
تعلمت من جدتها تلك المرأة الكبيرة
تعلمت منها الصلاة و التسبيح
نعم تلك المرأة الأمية اللتي لا تقرأ زرعت فيها حب هذا الدين
إنه الله اللذي قدر فاختار لتكون تلك المرأة جدتها -أسأل الله أن يرحمها-
ليموت زوج الجدة وتأتي لتعيش حيث تلك الطفلة
لتتعلم هذه الأخيرة ما لم تتعلمه الأخت الوسطى أو حتى الكبيرة




كم أحن إلى تلك الطفلة الصغيرة البريئة



اللتي إذا ما ضربها أحدهم تدخل غرفتها تتظاهر بالنوم والدمع يمللأ عينيها
تبكي و تناجي في الليل ربها حينها كانت تحس بالظلم لأنها لازالت صغيرة




كم أحن إلى تلك الطفلة الصغيرة البريئة



كانت لها رفيقة تلازمها كأنها شقيقة
تغار منها لا لأنها تملك لعبة وهي تفقدها
كانت تغار منها حين تقول لها أن عائلتها كلها تصلي الفجر في البيت جماعة
ولا مجال للتقاعس لأن والدها لا يقبل الأعذار



كم أحن إلى تلك الطفلة الصغيرة البريئة



كانت تذهب مع تلك الرفيقة لصلاة الجمعة
وفي إحدى المرات تقول لها الصديقة لقد سمعت معلومة من أمي
أن المرأة إذا ما خرجت من المسجد وجب عليها أن لا تنزع غطاء رأسها
ها قد انضافت إليها معلومة جديدة
وفي الجمعة اللتي تليها أخدتا ما يقال له "السفساري" معهما لتلتحفا به عند الخروج
وياله من منظر مضحك كانتا تتعمدان المشي حيث لا يوجد البشر
و إذا بهما يتفاجآن بصديق وصديقة حتى لا نسئ الظن ربما كانت له حليلة, فلم يستطيعا تمالك نفسيهما ضحكا إلا أنهما لم تأبها وواصلا معركتيهما مع لباسهما حتى لا تتعرى رؤوسهما
و ما إن وصلا للمنزل حتى خرجتا بلباسهما المعتاد وقلوبهما تملأها الفرح لأنهما صليا في المسجد يومها



كم أحن إلى تلك الطفلة الصغيرة البريئة



إنها أحداث في ظاهرها بسيطة أو غامضة لكنها كونت شخصية تلك الطفلة الصغيرة



كم أحن إلى تلك الطفلة الصغيرة البريئة


مقتبس من يومياتي
- من بين أحب كتاباتي إلى قلبي- 
-كتبتها منذ زمن-

الاثنين، 7 فيفري 2011

أخيّتي..



بسم الله الرحمـن الرحيم
و الحمد لله ربّ العالمين
والصلاة والسلام على خاتم النبيين
و من تبعه بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد


إنّها كلمة في حقّك يا جليلة الحسب والنسبِ
يا عفيفة الروح الجسدِ
يا لؤلؤة مكنونة في صدفة الحياءِ و الأدبِ


إلى من قال فيها الشاعر


خرجت مستورة حيّوا خطاها*** زادها الحجاب تشريفا وجاها
خرجت للعلم لا للّهو يمشي *** معها دين وعرف حارساها


اثبتي أخيتي و درب الصالحات انتهجي..



أمّا أنت أخيتي، يا من لا تزال بين أخذ وردِّ ،
أأرتدي الحجاب أو لا أرتدي؟؟ 
فاقرئي مانقلته لكِ عسى أن تنضمّي قريبا إلى الرّكبِ:



تاجي حجابي ذو الجمال الساتر
أزهو به بسعادة وتفاخر..


في فسحة الدنيا أعيش كأنّني
في جنّة ملأت علي مشاعري


أمسى السكون يعمّني وأنا التي
قد كنت ضائقة بقلبٍي الحائر


والآن أشرق في محيّايَ السنا
وانساب إشعاعا يضيء بناظري


لا تحسبوني في الحجاب رهينة
إن الحجاب مشرّع لحرائر


حريتي في أن أصون من الأذى
جسمي فادفع كلّ طرفٍ غادر


ترمي العيون سهامها فأصدها
أنا حرّة ملفوفة بسواتر


أما الأمان فقد وطأت رحابه
لما انعتقت من السفور الآسر


إن الحجاب يصونني كجواهر
وأنا التي أسعى لصون جواهري
أولا ترون الدر في صدفاته!!


أنا في حجابي درّة في ساتري
هو مانعي عما يهين كرامتي


و مباعدي عما يضلّ وزاجري
وهو المعين على الهدى وعلى التقى
ومثبتي في مسلكي ومؤازري


المكتوب بالوردي منقول

كتبت في 05-02-09

مع تعديل بسيط

السبت، 5 فيفري 2011

ياله من إحساس جميل -1-

ياله من إحساس جميل حينما تصل رحمك
حتى ولو بمكالمة هاتفية تصل بها من قطعك..
ياله من إحساس جميل حينما تتبع سنة أحب الخلق إلى قلبك
أبا القاسم صلى الله عليه وسلم:
تسرع في خطواتك، تستغفر ربك عند كل خطوة حتى أن الجاهل إذا ما رآك ربما منك يسخر ويظن أنك مجنون يحدث نفسه..
إضحكوا واستهزؤوا سيأتي يوم بإذن الله نحن منكم نضحك..


 لكم مني مثالا من حياتنا اليومية لأيٍّ منكم يمكن أن يحدُثْ،
ربما البعض منكم له يعجبْ،
ولكن لما فيه من إحساس قلب المؤمن به
يفرح و يسعد ..
تكمل مشيك لامختالا ولا فخورا بكل إستحياء، غاضا بصرك، ناظرا إلى موضع سجودك
فيظن المار أمامك أنك لا تراه فيكاد بك يصطدم 
ولكن سبحان الله إنك تراه فتبتعد عن طريقه دون حتى النظر إلى وجهه،
من ثم تجدعلى وجهك إبتسامة المؤمن
-هي ليست إبتسامة من الموقف-
وفي قلبك لذة حلاوة الإيمان كل هذا نتيجة أنك غضضت بصرك..
يا هل ترى كم مرة أحسست بمثل هاته اللذة تغمر قلبك!!
من بين أول كتاباتي

الجمعة، 4 فيفري 2011

قوم ذكرهم الله و أحبهم في الله


)لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لا يَسْأَلونَ النَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ) (البقرة:273)
التفسير:
{ 273 } في هذه الآية بيان لمصرف الإنفاق؛ كأن سائلاً يسأل: إلى أين نصرف هذا الخير؟ فقال تعالى: { للفقراء... }؛ وعلى هذا فتكون { للفقراء } إما متعلقة بقوله تعالى: { تنفقوا }؛ أو بمحذوف تقديره: الإنفاق، أو الصدقات للفقراء؛ و{ الفقراء } جمع فقير؛ و «الفقير» هو المعدم؛ لأن أصل هذه الكلمة مأخوذة من «الفقر» الموافق لـ«القفر» في الاشتقاق الأكبر - الذي يتماثل فيه الحروف دون الترتيب؛ و«القفر» الأرض الخالية، كما قال الشاعر:
(وقبرُ حربٍ بمكانٍ قفر وليس قربَ قبرِ حرب قبر) فـ «الفقير» معناه الخالي ذات اليد؛ ويقرن بـ«المسكين» أحياناً؛ فإذا قرن بـ«المسكين» صار لكل منهما معنى؛ وصار «الفقير» من كان خالي ذات اليد؛ أو من لا يجد من النفقة إلا أقل من النصف؛ والمسكين أحسن حالاً منه، لكن لا يجد جميع الكفاية؛ أما إذا انفرد أحدهما عن الآخر صار معناهما واحداً؛ فهو من الكلمات التي إذا اجتمعت افترقت؛ وإذا افترقت اجتمعت.
قوله تعالى: { الذين أحصروا في سبيل الله } أي منعوا من الخروج من ديارهم { في سبيل الله } أي في شريعته { لا يستطيعون ضرباً في الأرض } أي لا يقدرون على السفر لقلة ذات اليد؛ أو لعجزهم عن السفر لما أصابهم من الجراح، أو الكسور، أو نحو ذلك.
قوله تعالى: { يحسبهم الجاهل أغنياء } أي يظنهم الجاهل بأحوالهم أغنياء؛ وفي { يحسبهم } قراءتان: فتح السين، وكسرها؛ و{ من التعفف } أي بسبب تعففهم عن السؤال، وإظهار المسكنة؛ لأنك إذا رأيتهم ظننتهم أغنياء مع أنهم فقراء، كقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ليس المسكين الذي يطوف على الناس ترده اللقمة، واللقمتان والتمرة، والتمرتان؛ ولكن المسكين الذي لا يجد غِنًى يغنيه ولا يفطن له فيتصدق عليه، ولا يقوم فيسأل الناس»(181).
قوله تعالى: { تعرفهم بسيماهم } أي تعرف أحوالهم بعلامتهم؛ والعلامة التي فيهم هي أن الإنسان إذا رآهم ظنهم أغنياء؛ وإذا دقق في حالهم تبين له أنهم فقراء؛ لكنهم متعففون؛ وكم من إنسان يأتيك بمظهر الفقير المدقع: ثياب ممزقة، وشعر منفوش، ووجه كالح، وأنين، وطنين؛ وإذا أمعنت النظر فيه عرفت أنه غني؛ وكم إنسان يأتيك بزي الغني، وبهيئة الإنسان المنتصر على نفسه الذي لا يحتاج إلى أحد؛ لكن إذا دققت في حاله علمت أنه فقير؛ وهذا يعرفه من منّ الله عليه بالفراسة؛ وكثير من الناس يعطيهم الله سبحانه وتعالى علماً بالفراسة يعلمون أحوال الإنسان بملامح وجهه، ونظراته، وكذلك بعض عباراته، كما قال الله عز وجل: {ولتعرفنهم في لحن القول} [محمد: 30] .
قوله تعالى: { لا يسألون الناس إلحافاً }؛ هل النفي للقيد؛ أو للقيد والمقيد؟ إن نظرنا إلى ظاهر اللفظ فإن النفي للقيد؛ أي أنهم لا يلحون في المسألة؛ ولكن يسألون؛ وإن نظرنا إلى مقتضى السياق ترجح أنهم لا يسألون الناس مطلقاً؛ فيكون النفي نفياً للقيد - وهو الإلحاف، والمقيد - وهو السؤال؛ والمعنى أنهم لا يسألون مطلقاً؛ ولو كانوا يسألون ما حسبهم الجاهل أغنياء؛ بل لظنهم فقراء بسبب سؤالهم؛ ولكنه ذكر أعلى أنواع السؤال المذموم - وهو الإلحاح؛ ولهذا تجد الإنسان إذا ألح - وإن كان فقيراً - يثقل عليك، وتمل مسألته؛ حتى ربما تأخذك العزة بالإثم ولا تعطيه؛ فتحرمه، أو تنهره مع علمك باستحقاقه؛ وتجد الإنسان الذي يظهر بمظهر الغني المتعفف ترق له، وتعطيه أكثر مما تعطي السائل.
إذاً في قول الله تعالى: { الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضرباً في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافاً } خمس صفات؛ والسادسة أنهم فقراء؛ فهؤلاء هم المستحقون حقاً للصدقة، والإنفاق؛ وإذا تخلفت صفة من الصفات فالاستحقاق باقٍ؛ لكن ليست كما إذا تمت هذه الصفات الست.
قوله تعالى: { وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم }: هذه الجملة شرطية ذيلت بها الآية المبينة لأهل الاستحقاق حثاً على الإنفاق؛ لأنه إذا كان الله عليماً بأيّ خير ننفقه فسيجازينا عليه الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة.
1 - من فوائد الآية: أنه لا يجوز أن نعطي من يستطيع التكسب؛ لقوله تعالى: { لا يستطيعون ضرباً في الأرض }؛ لأنه عُلم منه أنهم لو كانوا يستطيعون ضرباً في الأرض، والتكسب فإنهم لا يعطون؛ ولهذا لما جاء رجلان إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يسألانه الصدقة صعَّد فيهما النظر وصوَّبه، ثم قال: «إن شئتما أعطيتكما؛ ولا حظ فيها لغني، ولا لقوي مكتسب»(182)؛ فإذا كان الإنسان يستطيع الضرب في الأرض والتجارة والتكسب، فإنه لا يعطى؛ لأنه وإن كان فقيراً بماله؛ لكنه ليس فقيراً بعمله.
2 - ومن فوائد الآية: فضيلة التعفف؛ لقوله تعالى: { يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف }.
3 - ومنها: التنبيه على أنه ينبغي للإنسان أن يكون فطناً ذا حزم، ودقة نظر؛ لأن الله وصف هذا الذي لا يعلم عن حال هؤلاء بأنه جاهل؛ فقال تعالى: { يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف }؛ فينبغي للإنسان أن يكون ذا فطنة، وحزم، ونظر في الأمور.
4 - ومنها: إثبات الأسباب؛ لقوله تعالى: { من التعفف }؛ فإن { من } هنا سببية؛ أي بسبب تعففهم يظن الجاهل بحالهم أنهم أغنياء.
5 - ومنها: الإشارة إلى الفراسة، والفطنة؛ لقوله تعالى: { تعرفهم بسيماهم }؛ فإن السيما هي العلامة التي لا يطلع عليها إلا ذوو الفراسة؛ وكم من إنسان سليم القلب ليس عنده فراسة، ولا بُعد نظر يخدع بأدنى سبب؛ وكم من إنسان عنده قوة فراسة، وحزم، ونظر في العواقب يحميه الله سبحانه وتعالى بفراسته عن أشياء كثيرة.
6 - ومنها: الثناء على من لا يسأل الناس؛ لقوله تعالى: { لا يسألون الناس إلحافاً }؛ وقد كان من جملة ما بايع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه: ألا يسألوا الناس شيئاً؛ حتى إن الرجل ليسقط سوطه من على بعيره، فينزل، فيأخذه ولا يقول لأخيه: أعطني إياه(183)؛ كل هذا بعداً عن سؤال الناس.
والسؤال - أي سؤال المال - لغير ضرورة محرم إلا إذا علمنا أن المسؤول يفرح بذلك ويُسَر؛ فإنه لا بأس به؛ بل قد يكون السائل مثاباً مأجوراً لإدخاله السرور على أخيه؛ كما لو سأل إنسان صديقاً له يعرف أنه يكون ممتناً بهذا السؤال؛ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في اللحم الذي على البرمة: «هو على بريرة صدقة؛ ولنا هدية»(184).
7 - ومن فوائد الآية: بيان عموم علم الله؛ لقوله تعالى: { وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم }؛ فأيّ خير يفعله العبد فإن الله به عليم.


شرح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله

About This Blog

Lorem Ipsum

  © Blogger templates Sunset by Ourblogtemplates.com 2008

Back to TOP