بعد بسم الله أرحم الراحمين والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين
أمابعد
جائت أخت قائلة أي أخية أنجديني
فقلت مابالك أخية و كأنك كنت في حرب من حروب العراق أو فلسطين؟؟
قالت ضاقت علي نفسي فأضحيت لها من المعاتبين
فقلت حدثيني عسى أكن لك من الناصحين
قالت أصبت الداء، آه لو أنك تعلمين
جائتني أخية تقول أنها بفلان من أشد المعجبين
فما أدري ما ذا قلت و كأني كما وصفت كنت في أرض فلسطين
فما كان الرد مني إلا قسوة وصدا وكلام قلت لو سمعت ما كنت لتكلمين
فأتيتك مستنجدة بعد رب العالمين كيف تكون النصيحه نوريني إني لها من الجاهلين
فإبتسمت لها وقلت: هوني عليك أخية فكل إنسان خطاء ويكفيه أن ينير الله دربه حتى يكون من العائدين
أم انك نسيت قول إمام المرسلين لما أتاه رجل يسأل إن أساء ثم تاب هل يكون من المقبولين
و خلاصة الإجابه أن العبد إذا ما أخطأ ثم تاب فربه لا يزال له من الغافرين
أما عن أداب النصيحه فلتكن لديك عبرة من مواقف خير المبعوثين
أي أخية أين شردت؟؟ صلي عليه وسلمي فإنه خير المتبعين
ولتكوني من قصص السلف والصحابة من المعتبرين
ثم عليك أن تحدثي الناس بالقول الحسن وخاطبيهم بما يعلمون، لا بما أنت تعلمين
فإن لم تفعلي إليك هذا المثال و كوني منه من المعتبرين:
"إبن عاق أمه فلما عاد أباه إشتكته له فقال الأب كلاما منافيا للأخلاق و للتذكير هي ما بعث لأجله المصطفى الصادق الأمين
فقال: ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )
أحسنت أخية هاته المرة لم تسهي و كنت عليه من المصلين
ها أنت تركزين و ليس كما كنت الحين
صلوات ربي و سلامه عليه وعلى آله الأخيار المطهرين
فمازاد هذا الفتى إلا ضياعا و عقوفا أفتفهمين!
فعليك بأسلوب اللين عسى أن تسمع منك أخت فتكون من المهتدين
و أعطي الوجه المنير لمحجبات و ما أظنك حجاب الحياء تجهلين
واتقي الله وتذكري أنه على يمينك كتبة كاتبين لكل قول به تتلفظين
فإن أتتك أخت تبغي نصحا فكوني لها من الصاغين
ومثل هذه الأخت من يدري ربما هي تبتغي خيرا و رأت فيه الرجل الأمين
أم أنك نسيت انه فيما مضى هنالك من يذهبن فيعرضن أنفسهن للزواج من أحدهم أم أنك تتناسين
لا تكوني من المستغربين
فإن فقدت الشجاعة غيرك ليس لها من الفاقدين
وحتى و إن صدق ظنك فيها أصغي لقولها وكوني لها من الناصحين بلسان لين
(هذه القصة لم تحصل في الحقيقة إلا أني أردت بها نصحا إبتغاء وجه رب العالمين)