بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بادئ ذي بدء أرجو من الإخوة الأفاضل والأخوات الفاضلات الإلتزام بأدب الحوار ومن له موقف مخالف فليس ملزما بتبني ما كتب، كما أرجو منكم تجنب وضع الردود دون قراءة الموضوع.
وقفة مع الحديث الأول:
شهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل ممن معه يدعي الإسلام : ( هذا من أهل النار) . فلما حضر القتال قاتل الرجل من أشد القتال ، وكثرت به الجراح فأثبتته ، فجاء رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، أرأيت الذي تحدثت أنه من أهل النار ، قد قاتل في سبيل الله من أشد القتال ، فكثرت به الجراح ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أما إنه من أهل النار ) . فكاد بعض المسلمين يرتاب ، فبينما هو على ذلك إذ وجد الرجل ألم الجراح ، فأهوى بيده إلى كنانته فانتزع منها سهما فانتحر بها ، فاشتد رجال من المسلمين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا رسول الله صدق الله حديثك ، قد انتحر فلان فقتل نفسه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا بلال ، قم فأذن : لا يدخل الجنة إلا مؤمن ، وإن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر) .
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6606
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
* الرجل الذي أخبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه في النار قاتل يومها مع المسلمين أشد القتال، و نظرا لشدة الألم الذي تعرض له بسبب الجروح التي أصابته قتل نفسه بسهمه وهذه الحادثة ثبت الله بها قلوب المسلمين بأن زادتهم ثقة في قائدهم الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم.
لو قارنا ما حصل للبوعزيزي مع الرجل الذي ذكر في الحديث:
- البوعزيزي عانى معاناة نفسية كان سببها الفقر والخصاصة والظلم دفعته لقتل نفسه والرجل الذي أخبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم عانى من جروح جسدية مؤلمة كان سببها قتال الكفار في ساحة الوغى دفعته لقتل نفسه.
- الحادثة التي حصلت للبوعزيزي كانت بدون أن يدري إحدى أسباب اندلاع ثورة ضد الطاغية بن علي و الرجل الذي ذُكِرَ خبره في الحديث ما حصل له كان سببا دون أن يدري في تثبيت قلوب بعض المسلمين التي كادت أن ترتاب.
=> الرجل الذي أخبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم أنه من أهل النار لم تغنِ عنه شجاعته في ساحة الوغى شيئا و لم يغن عنه أن الحادثة التي وقعت له كانت سببا في تثبيت قلوب المسلمين. و تعرفون ماذا كان ليحصل لو ارتابت قلوب المحاربين وهم مقبلون على العدو ولكم أن تقدروا قيمة أن تثبت قلوب المقاتلين وهم مقبلين على العدو. ومع ذلك لم يغن عنه ذلك شيئا. وبالمقابل البوعزيزي مع أنه لم يبدي شجاعة في ساحة الوغى ولم يقتل أيا من رموز الظلم والفساد إلا أن الحادثة التي وقعت له كانت إحدى الأسباب التي ساهمت في زيادة إقبال الناس على الوقوف ضد الطاغية ونظامه.
وقفة مع الحديث الثاني:
جاء ناس من الأعراب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . عليهم الصوف . فرأى سوء حالهم قد أصابتهم حاجة . فحث الناس على الصدقة . فأبطؤا عنه . حتى رؤي ذلك في وجهه . قال : ثم إن رجلا من الأنصار جاء بصرة من ورق . ثم جاء آخر . ثم تتابعوا حتى عرف السرور في وجهه . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من سن في الإسلام سنةحسنة ، فعمل بها بعده ، كتب له مثل أجر من عمل بها . ولا ينقص من أجورهم شيء . ومن سن في الإسلام سنة سيئة ، فعمل بها بعده ، كتب عليه مثل وزر من عمل بها ، ولا ينقص من أوزارهم شيء) . وفي رواية : خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فحث على الصدقة . بمعنى حديث جرير . وفي رواية : ( لا يسن عبد سنة صالحة يعمل بها بعده ) ثم ذكر تمام الحديث .
الراوي: جرير بن عبدالله المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1017
خلاصة حكم المحدث: صحيح
* أظن أن جلكم و إن لم يكن كلكم سمع بعدد الذي انتحروا مبرمين في أنفسهم النار مستنين بما فعله البوعزيزي بنفسه، والسبب في ذلك الصورة المغلوطة التي ما فتِئ الإعلام يُروّج لها، أن قاتل نفسه شهيد بطل مغوار دون أن يكلفوا أنفسهم تحذير الناس من خطر الإنتحار و أنه كبيرة من الكبائر و قد دل على ذلك عديد الأحاديث. أذكر منها:
(من حلف بغير ملة الإسلام فهو كما قال ، قال : ومن قتل نفسه بشيء عذب به في نار جهنم ، ولعن المؤمن كقتله ، ومن رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله)
الراوي: ثابت بن الضحاك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6652
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
بالإضافة لقلة الوعي الديني الذي جعل الناس يجهلون أن الله عز وجل لو أراد نصرة هذا الدين لنصره بالرجل الفاجر وقد ذكر ذلك الرسول الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم في الحديث الأول الذي سبق ذكره: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا بلال ، قم فأذن : لا يدخل الجنة إلا مؤمن ، وإن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر).
وقبل أن أختم هذا الموضوع أردت من باب الأمانة ذكر نقطة مهمة نبهني لها أحدهم أن البوعزيزي توفى بعد أيام من إحراقه لنفسه ولا أحد يعلم إن كان تاب قبل الغرغرة. فهذا يبقى احتمالا واردا وعلمه عند الله سبحانه، ومن يرى في هذا القول خطأ فأهلا بالنقاشات البناءة.
أخيرا، الذي دعاني لكتابة هذا الموضوع جزم بعض الناس أن قاتل نفسه متعمدا شهيد معللين أن الغاية حتى و إن كانت غير مقصودة، تبرر الوسيلة.
و حريّ بي أن أنوه أني لم أحط بالموضوع من كل جوانبه واكتفيت بذكر بعض الأحاديث. و إلا لكنت توسعت في ذكر ما عاناه الرسول صلى الله عليه وسلم وما عاناه الصحابة من فقر وكم أوذوا من الكفار وكم عذب جمع منهم على أيديهم ومع ذلك لم نسمع أن أحدا منهم رضي الله عنهم أقدم على قتل نفسه، فقد علّمهم معلمهم الأول صلى الله عليه وسلم أن هذه الدنيا كظل شجرة وما نحن إلا كمتظلل تحت ظلها ثم نمضي، علّمهم صلى الله عليه وسلم أن الذي يريد عيش الكرامة في الدنيا و النجاة من النار والخلود بالجنة في دار القرار يجاهد في سبيل الله ويقاتل من ظلموه و استباحوا حرمات الله، علمهم صلى الله عليه وسلم أن ينفقوا في سبيل الله ولو كان بهم خصاصة، ولم يتعلموا منه أن يقتلوا أنفسهم من الخصاصة.
أسأل الله عز وجل أن يغفر لجميع المسلمين والمسلمات الأحياء منهم و الأموات..
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بادئ ذي بدء أرجو من الإخوة الأفاضل والأخوات الفاضلات الإلتزام بأدب الحوار ومن له موقف مخالف فليس ملزما بتبني ما كتب، كما أرجو منكم تجنب وضع الردود دون قراءة الموضوع.
وقفة مع الحديث الأول:
شهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل ممن معه يدعي الإسلام : ( هذا من أهل النار) . فلما حضر القتال قاتل الرجل من أشد القتال ، وكثرت به الجراح فأثبتته ، فجاء رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، أرأيت الذي تحدثت أنه من أهل النار ، قد قاتل في سبيل الله من أشد القتال ، فكثرت به الجراح ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أما إنه من أهل النار ) . فكاد بعض المسلمين يرتاب ، فبينما هو على ذلك إذ وجد الرجل ألم الجراح ، فأهوى بيده إلى كنانته فانتزع منها سهما فانتحر بها ، فاشتد رجال من المسلمين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا رسول الله صدق الله حديثك ، قد انتحر فلان فقتل نفسه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا بلال ، قم فأذن : لا يدخل الجنة إلا مؤمن ، وإن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر) .
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6606
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
* الرجل الذي أخبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه في النار قاتل يومها مع المسلمين أشد القتال، و نظرا لشدة الألم الذي تعرض له بسبب الجروح التي أصابته قتل نفسه بسهمه وهذه الحادثة ثبت الله بها قلوب المسلمين بأن زادتهم ثقة في قائدهم الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم.
لو قارنا ما حصل للبوعزيزي مع الرجل الذي ذكر في الحديث:
- البوعزيزي عانى معاناة نفسية كان سببها الفقر والخصاصة والظلم دفعته لقتل نفسه والرجل الذي أخبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم عانى من جروح جسدية مؤلمة كان سببها قتال الكفار في ساحة الوغى دفعته لقتل نفسه.
- الحادثة التي حصلت للبوعزيزي كانت بدون أن يدري إحدى أسباب اندلاع ثورة ضد الطاغية بن علي و الرجل الذي ذُكِرَ خبره في الحديث ما حصل له كان سببا دون أن يدري في تثبيت قلوب بعض المسلمين التي كادت أن ترتاب.
=> الرجل الذي أخبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم أنه من أهل النار لم تغنِ عنه شجاعته في ساحة الوغى شيئا و لم يغن عنه أن الحادثة التي وقعت له كانت سببا في تثبيت قلوب المسلمين. و تعرفون ماذا كان ليحصل لو ارتابت قلوب المحاربين وهم مقبلون على العدو ولكم أن تقدروا قيمة أن تثبت قلوب المقاتلين وهم مقبلين على العدو. ومع ذلك لم يغن عنه ذلك شيئا. وبالمقابل البوعزيزي مع أنه لم يبدي شجاعة في ساحة الوغى ولم يقتل أيا من رموز الظلم والفساد إلا أن الحادثة التي وقعت له كانت إحدى الأسباب التي ساهمت في زيادة إقبال الناس على الوقوف ضد الطاغية ونظامه.
وقفة مع الحديث الثاني:
جاء ناس من الأعراب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . عليهم الصوف . فرأى سوء حالهم قد أصابتهم حاجة . فحث الناس على الصدقة . فأبطؤا عنه . حتى رؤي ذلك في وجهه . قال : ثم إن رجلا من الأنصار جاء بصرة من ورق . ثم جاء آخر . ثم تتابعوا حتى عرف السرور في وجهه . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من سن في الإسلام سنةحسنة ، فعمل بها بعده ، كتب له مثل أجر من عمل بها . ولا ينقص من أجورهم شيء . ومن سن في الإسلام سنة سيئة ، فعمل بها بعده ، كتب عليه مثل وزر من عمل بها ، ولا ينقص من أوزارهم شيء) . وفي رواية : خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فحث على الصدقة . بمعنى حديث جرير . وفي رواية : ( لا يسن عبد سنة صالحة يعمل بها بعده ) ثم ذكر تمام الحديث .
الراوي: جرير بن عبدالله المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1017
خلاصة حكم المحدث: صحيح
* أظن أن جلكم و إن لم يكن كلكم سمع بعدد الذي انتحروا مبرمين في أنفسهم النار مستنين بما فعله البوعزيزي بنفسه، والسبب في ذلك الصورة المغلوطة التي ما فتِئ الإعلام يُروّج لها، أن قاتل نفسه شهيد بطل مغوار دون أن يكلفوا أنفسهم تحذير الناس من خطر الإنتحار و أنه كبيرة من الكبائر و قد دل على ذلك عديد الأحاديث. أذكر منها:
(من حلف بغير ملة الإسلام فهو كما قال ، قال : ومن قتل نفسه بشيء عذب به في نار جهنم ، ولعن المؤمن كقتله ، ومن رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله)
الراوي: ثابت بن الضحاك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6652
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
بالإضافة لقلة الوعي الديني الذي جعل الناس يجهلون أن الله عز وجل لو أراد نصرة هذا الدين لنصره بالرجل الفاجر وقد ذكر ذلك الرسول الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم في الحديث الأول الذي سبق ذكره: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا بلال ، قم فأذن : لا يدخل الجنة إلا مؤمن ، وإن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر).
وقبل أن أختم هذا الموضوع أردت من باب الأمانة ذكر نقطة مهمة نبهني لها أحدهم أن البوعزيزي توفى بعد أيام من إحراقه لنفسه ولا أحد يعلم إن كان تاب قبل الغرغرة. فهذا يبقى احتمالا واردا وعلمه عند الله سبحانه، ومن يرى في هذا القول خطأ فأهلا بالنقاشات البناءة.
أخيرا، الذي دعاني لكتابة هذا الموضوع جزم بعض الناس أن قاتل نفسه متعمدا شهيد معللين أن الغاية حتى و إن كانت غير مقصودة، تبرر الوسيلة.
و حريّ بي أن أنوه أني لم أحط بالموضوع من كل جوانبه واكتفيت بذكر بعض الأحاديث. و إلا لكنت توسعت في ذكر ما عاناه الرسول صلى الله عليه وسلم وما عاناه الصحابة من فقر وكم أوذوا من الكفار وكم عذب جمع منهم على أيديهم ومع ذلك لم نسمع أن أحدا منهم رضي الله عنهم أقدم على قتل نفسه، فقد علّمهم معلمهم الأول صلى الله عليه وسلم أن هذه الدنيا كظل شجرة وما نحن إلا كمتظلل تحت ظلها ثم نمضي، علّمهم صلى الله عليه وسلم أن الذي يريد عيش الكرامة في الدنيا و النجاة من النار والخلود بالجنة في دار القرار يجاهد في سبيل الله ويقاتل من ظلموه و استباحوا حرمات الله، علمهم صلى الله عليه وسلم أن ينفقوا في سبيل الله ولو كان بهم خصاصة، ولم يتعلموا منه أن يقتلوا أنفسهم من الخصاصة.
أسأل الله عز وجل أن يغفر لجميع المسلمين والمسلمات الأحياء منهم و الأموات..
0 إضافة تعليق:
إرسال تعليق