بحث عن حديث في موقع الدرر السنية
TvQuran

الخميس، 20 جانفي 2011

سؤال حول ما آلت إليه الأمور في تونس / الشيخ أبو المنذر الشنقيطي ـ حفظه الله ـ

سؤال حول ما آلت إليه الأمور في تونس

رقم السؤال: 4155

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،

جازكم الله خيراً عن الإسلام والمسلمين وأيدكم بنصره وتمكينه,

أمام تسارع الأحداث في بلدنا تونس ومع سقوط الطاغوت بن علي، وفي خضم ما آلت إليه الأمور من فوضى ومسارعة النخب السياسية إلى إستثمار جهود الشباب الثائر، ومع غياب صوت العلم و العلماء الربانيين في هذا البلد ، نود أن نسمع من مشائخنا الثقات مايزيل الحيرة ويبين طبيعة الموقف الشرعي للمسلم من هذه الأحداث.

ننتظر ردكم عاجلاً إن شاء الله .

باراك الله فيكم.
السائل: أبو أنس مسلم
المجيب: اللجنة الشرعية في المنبر
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
وبعد :
فإن سقوط طاغية تونس من نعم الله التي استبشر بها الناس وهو فرج من الله تعالى لعباده الذين كان هذا الطاغية يؤذيهم في دينهم ويضارهم في دنياهم ..
فرج من الله للمظلومين ينبغي أن يفرح به المؤمنون كما قال تعالى : {ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء } .
وكان من دأب الصالحين الفرح بمصرع الطغاة ..
وقد سجد الحسن البصري سجدة الشكر عندما انتهى إليه خبر مصرع الحجاج .

لكن هناك أمور ينبغي التنبه لها :
أولا :
وجوب البراءة من الشعار الذي غدا رمزا لهذه الثورة ألا وهو قتل النفس والانتحار وتمجيد فاعله واعتباره بطلا وقدوة يحتذى به ..
فينبغي التحذير من الانتحار وإشاعة حكمه بين المسلمين وبيان حرمة اتخاذه وسيلة لرفع الظلم أو للمطالبة بالحقوق .
ثانيا :
ينبغي للإخوة الموحدين في تونس الحذر من مجارات الأحزاب والتشكيلات السياسية في صياغة أي وجه جديد للعلمانية في البلاد أو المشاركة في وضع لبناته ..
ونحن نعلم أنه –وبسبب ما مارسه الطاغية السابق من محاربة للدين وحصار للدعوة – لا يوجد إلى حد الساعة تيار إسلامي فاعل يمكنه أن يفرض نفسه على المستوى السياسي للبلد ..
وإذا كان الأمر كذالك فإن أي مشاركة لهؤلاء السياسيين في حكومتهم العلمانية لا تعدو كونها إقرارا واعترافا بالحكم الجاهلي الجديد .
فهذا الواقع السياسي الجديد ينبغي أن يعتزل الموحدون كل القائمين عليه ويسعوا جهدهم في إزالته وإستأصاله وحال لسانهم يقول :
أنتم أسقطتم الطاغوت ، ونحن سنسعى إن شاء الله لإسقاط حكم الطاغوت .
ثالثا :
ينبغي أن يستفيد الإخوة الموحدون من الواقع الجديد بكل الوسائل المتاحه لإحداث التغيير الحقيقي بحسب القدرة والإستطاعه - وأهل مكه أدرى بشعابها_ ومنها وليس أقلها القيام على نشر الدعوة وبث العلم والتعلم وإحياء الالتزام بين المسلمين وأن يبادروا بإحياء المساجد وفتح المكتبات ونشر الكتب والاشرطة النافعة واستقدام الهيئات الدعوية التي تدعم الأنشطة الدعوية وغيرها، حتى تعود تونس إلى سالف عهدها : أرض "القيروان" و "الزيتونة" .
وليجعل كل موحد من نفسه داعية وخطيبا يعظ الناس ويعلمهم ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر .
وينبغي أن تكتسي الدعوة طابع الرفق والتأليف و ألا يوجد أي تصادم بين الجماعات الدعوية .
مع التنبه إلى أنه مازال من المبكر طرق بعض القضايا الدعوية الحساسة
فإن اضطر بعض الإخوة إلى طرقها فليكن ذالك بروية وحكمة .
رابعا :
من المهم أن يكون هذا النشاط الدعوي والبروز الإسلامي مترافقا مع ظهور الواقع الجديد للثورة لإظهار أنه نتيجة من نتائجها وثمرة من ثمراتها حتى يتعذر على العلمانيين بعد هذا أن يحاربوا الدعوة لأن ذالك سيكون معناه انقلابا على نتائج الثورة .
وحتى يدركوا أيضا أن محاربة الدين كانت سببا رئيسا من أسباب الثورة .
فينبغي –إذن- المبادرة إلى إشاعة مظاهر الالتزام مثل اللحية والحجاب والقميص وكل ما فيه علامة على الاستقامة والالتزام بالدين لأن ذالك يظهر مستوى حجم التيار الإسلامي في البلد فسائر التيارات الأخرى تحاول إبراز حجمها من خلال الضجيج في المنابر السياسية فينبغي لأهل التوحيد أن يفرضوا أنفسهم ويظهروا وجودهم على طريقتهم الخاصة .
وفي ذالك أيضا إغاظة لأتباع الطاغوت السابق الكارهين للدين عندما يرون مظاهر الإسلام التي طالما حاربوها تنتشر اليوم بين عشية وضحاها ..
وفيه إغاظة للكفار الذين صرحوا على لسان الحكومة الالمانية باطمئنانهم بكون هذه الثورة ليست ثورة إسلامية ..!
فنسأل الله تعالى أن تكون عاقبتها إسلامية .
ونسأل الله تعالى أن يعين إخوتنا في تونس وأن يجعل حالهم من حسن إلى أحسن .
والله أعلم
والحمد لله رب العالمين .
أجابه، عضو اللجنة الشرعية :
الشيخ أبو المنذر الشنقيطي

0 إضافة تعليق:

إرسال تعليق

About This Blog

Lorem Ipsum

  © Blogger templates Sunset by Ourblogtemplates.com 2008

Back to TOP