رابطة علماء أهل السنة تهنئ شعب تونس
12 صفر 1432هـ
الحمد لله الذي قشع الغمة عن تونس وأهلها, ودك عرش الطغيان، وأذل أهل البغي والعدوان، والصلاة والسلام على نبينا محمد القائل: (وَاللَّهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ وَلَتَأْخُذُنَّ عَلَى يَدَىِ الظَّالِمِ وَلَتَأْطُرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ أَطْرًا وَلَتَقْصُرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ قَصْرًا) سنن أبي داود: (4 / 213)
أما بعد
فإن رابطة علماء أهل السنة ترفع تحية احترام وتقدير و إعزاز لشعب تونس الأبي، الذي أصبح علامة بارزة في رفض الظلم ومقاومة الطغيان ورد العدوان وطلب الحرية التي جاء الإسلام بها وتحت ظلالها الشرعية نمت حضارة القيروان والزيتونة ورباط المنستير.
إن المصائب التي مارسها النظام البائد بدأت منذ أن حارب هويتكم وعارض قيم دينكم وصادر شريعة خالقكم وسعى لغرس هوية مستعارة وقيم ونظم مستوردة، مخالفة لأمر الله ومضادة لشريعته التي رضيها لنا وجعلها مناط عزتنا وموئل نهضتننا وكرامتنا.
ولم يتوقف هذا البغي العلماني الغاشم المدعوم من أعداء الإسلام عند هذا الحد من الطغيان حتى ضايق الناس في معيشتها ولاحقها متربصا بها الدوائر ملحقا بعلمائها ودعاتها وكل معارض له أنواع الأذى وأصناف الضرر، حتى غدا أولئك تحت طائلة السجن والتحقيق والتشريد
وبذلك عاش شعب تونس حياة صعبة عرفها أحرار المسلمين والمنصفين من غيرهم، وأسهموا بما يقدرون عليه في رفع الظلم ودفعه، على تفاوت في ذلك تفاعلا وفاعلية.
ولكن عقلية الاستبداد تجعل المستبد في حالة سكر بالسلطة المطلقة، فيتصور أنه قادر على ممارسة طغيانه مادام مدعوما أو مسكوتا عنه من الغرب، غير آبه بشعبه المضطهد المنتهك الحقوق، ولكن شعب تونس الحر أثبت أن نظرية الاستبداد تتهاوى أمام صدق العزيمة وعلو الهمة ووحدة الهدف، وأعطى درسا للواقع والتاريخ تخفق به قلوب المستضعفين في دينهم أو دنياهم وترجف منه قلوب الظالمين.
وإننا إذ نهنيء شعب تونس على إنجازه التاريخي هذا ونشاركه البهجة باندحار الطغيان نلفت نظره إلى الحذر من سرقة إنجازه بأيد أخرى ظاهرها مختلف عن العهدين البائدين وحقيقتها ذات الحقيقة، ونذكره بأننا قوم أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله، وأن الانتقام ليس من أخلاق الإسلام .
نسأل الله أن يوفق أهل تونس لكل خير ورشد وصلاح وفلاح في الدنيا والآخرة.
وإن الرابطة تناشد خادم الحرمين الشريفين بطرد هذا الطاغية من أرض الوحي ومهبط الرسالة وتطهيرها منه؛ لأنه كان من أكابر أعداء الوحي والرسالة .
وإننا ننادي الطغاة في مشارق الأرض ومغاربها أن يتعظوا بما حدث لهذا الطاغية، وليسارعوا بالعودة إلى الحق، ولا يغرنهم ما تحت أيديهم من القوة الباطلة ولا ما حولهم من الأعوان والجنود، فإن أمر الله إذا أتى فلا راد له .
وإنه من توفيق الله عز وجل ومن المبشرات للرابطة أن يكون سقوط هذا الطاغية يوم الجمعة المبارك 10 صفر 1432 هـ الموافق 13 يناير 2011 وهو يوم الإعلان عن تأسيس رابطة علماء أهل السنة في مدينة استنبول حاضرة الخلافة
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
أمين عام رابطة علماء أهل السنة / دكتور: صفوت حجازي
0 إضافة تعليق:
إرسال تعليق